التوثيق المختصر لبروفيسور مالك بدري عليه رحمة الله
مالك بدري أستاذ جامعي سوداني، حاصل على دكتوراه في علم النفس من جامعة ليستر ببريطانيا عام 1961م ، وشهادة التخصص في علم النفس السريري عام 1967م. نال زمالة الجمعية البريطانية لعلماء النفس، وزمالة جمعية أبحاث وعلاج السلوك بجامعة تمبل بالولايات المتحدة الأمريكية. أسهم في تأسيس عدد من الجمعيات النفسية وترأس بعضها، ومنها: الجمعية النفسية السودانية، والجمعية الدولية لعلماء النفس المسلمين. درّس في عدد من الجامعات العربية والإسلامية مثل: الجامعة الأمريكية في بيروت، والجامعة الأردنية، وجامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة الخرطوم وأم درمان، والجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، وجامعة إسطنبول صباح الدين الزعيم. يُعدّ خبيراً دولياً في مجال علم النفس التربوي وعلم النفس العلاجي. شارك في هيئات تحرير العديد من المجلات العلمية العربية والإنجليزية. صدر له عدد من الكتب باللغتين العربية والإنجليزية أهمها: علم النفس التربوي، علم النفس من المنظور الإسلامي، الإسلام وإدمان الكحول، الإسلام والتحليل النفسي، أزمة علماء النفس المسلمين، التفكُّر من المشاهدة إلى الشهود: دراسة نفسية إسلامية، نكبة الإيدز: نتيجة طبيعية لثورة الحداثة الجنسية، وحكمة الإسلام في تحريم الخمر. توفي رحمه الله بتاريخ 8/ 2 /2021.
الجَوانِبُ العَاطِفِيَّةُ فِي حَيَاةِ الأَنْبِيَاءِ: كَشْفٌ وَتَأَمُّلاتٌ نَفْسِيَّةٌ |
هذا الكتاب هو تأمُّلٌ وكشفٌ في الحياة العاطفية للأنبياء، وتفحّصٌ لحكمة الله تعالى في تكوينهم العضوي والنفسي والروحي منذ طفولتهم، بالشكل الذي يناسب ما سوف يلقيه تعالى عليهم من ابتلاءات النبوة. وهو درسُ معرفي في كيفية الولوج إلى عالم الأنبياء بمزيج من الفهم العلمي الدقيق لعلم النفس واختباره بناء على المعايير والرؤية القرآنية، والإيمان القائم على عاطفة الحبّ والخشية والرجاء، ليتكامل الجانب المعرفي مع العملي مع الوجداني.
مناقشةٌ هادئة وبحثٌ في بِنيات التفكير النفسي الغربي، وتفكيكٌ علمي رصين للنظريات النفسية الغربية، التي انغمست في ماديتها وفي تعاملها مع الإنسان بوصفه حالة مادية بحتة تعتريها وتسيطر عليها الغرائز المكبوتة. فعلم النفس الغربي يزخر بتصورات ساذجة مختلفة عن طبيعة الإنسان، تنسج حولها كثير من النظريّات ومناهج البحث التي تسعى جاهدةً لتأكيد صحتها.
إعادةُ اعتبار لجوانية الإنسان في التعامل مع الظواهر؛ فالكتاب يتطرق إلى مفردة وفكرة مهمة قلّما يتناولها الباحثون في الدائرة الإسلامية، وهي التأمُّل. ونحن نعي ما لهذه المفردة من سَبْرٍ عميق في النفس الإنسانية، لتنتقل من مرحلة الكمون والقوة إلى مرحلة التجلي والفعل، فالتأمُّل في المفهوم البَدْريّ مرحلة متقدمة جداً في النظر إلى مجريات الأحداث بالوصول إلى النتائج، متجاوزين سؤال (كيف ولماذا وما إلخ) من تلكم الأسئلة التي تحتاج إلى حفر معرفي؛ ذلك لأن التأمُّل كيمياءٌ من العلم والخبرة والعطاء الرباني.
حكمة الإسلام في تحريم الخمر: دراسة نفسية اجتماعية |
يلقي الكتاب الضوء على مسيرة الإسلام الناجعة في القضاء على ظاهرة إدمان الخمر بين العرب الأوائل، الذين اعتنقوا الإسلام في مجتمع المدينة المنورة في القرن السابع الميلادي. إنه يكشف عن أهم تلك العوامل النفسية والاجتماعية والروحية التي أسهمت في إحداث هذا التغيير الفعال في سلوك المسلمين واتجاهاتهم، الذين كانوا إلى عهد قريب يرون الإكثار من الشراب تقليداً مألوفاً، وعُرفاً راسخاً، حتى أضحى لديهم ضرورة سيكولوجية.
وهذا السِّفرُ المعرفيُّ دراسة واستنبات للدروس المستفادة من هذه الظاهرة الفريدة، التي لم تتكرر في تاريخ البشرية؛ قديمه وحديثه؛ وهي ظاهرة الامتناع الجماعي العام عن شرب الخمر، والتي تبشّر بإمكانات هائلة لا يزال في مقدور المسلمين تسخيرها للقضاء على بلوى إدمان الخمر في المجتمع البشري بأسره.
والكتاب يعالج في فصوله الثمانية بداية تحريم الخمر في الإسلام، والحملة ضد الخمر، وعلاقة الخمر بأخلاق المجتمع الجاهلي، والمنظور النفسي لظاهرة الإقلاع الجماعي، والتصور الاجتماعي الحديث لتجربة التحريم، وحماية المجتمع المدني من الانتكاس الكحولي، ثم مقارنة العقوبة الشرعية بالعلاج النفسي الحديث للمدمنين، مختتماً بدور الإيمان في علاج المدمن المعاصر.
Visits: 302