خواطر حول وباء فيروس الكرونا المستجد- الفيروس التاجى المستجد
فيروس سارس كرونا2 SARS-CoV-2
د. زاهر عباس حلمى
أستاذ مساعد : الأحياء الجزيئية فى الفيروسات السرطانية
جامعة الجزيرة و كلية نبتة الطبية
فى زمن الكرونا ( 2 )
أتشكك كثيرا فى ما تتناقله الفضائيات و وسائط التواصل الأجتماعى و بعض المنظمات العالمية. لا يوجد أى إرتباط بين غاز السارين و إنتشار فيروس الكرونا المسبب ل كوفيد 19 , فالغاز هو من أسلحة الدمار الشامل الكيميائية و فيروس الكرونا من الأسلحة البيولوجية التى تعتمد على إكثار أعداد الفيروس بشكل هائل بدون تعديل أوبتعديل جيناته لتزداد خواصه البيولوجية مثل زيادة تحمله للظروف البيئية و بقاؤه معديا لأطول فترة ممكنة لضمان إنتشاره
و زيادة خواصه الإمراضية القاتلة التى تفتك بالجنس البشرى. فى اثناء الحرب العالمية الثانية تمت تجربة و إستخدام الأسلحة البيولوجية مثل الجدرى و غيره.. و عادة تستخدم هذه الفيروسات فى الحرب الإقتصادية لإبعاد منتج منافس من السوق العالمية أو تركيع دولة إقتصاديا بسبب تبعات إنتشار الوباء و الحظر الدولى على البلد. فلا يوجد مايفسر تركز فيروس الإيبولا فى مناطق و أنهار قريبة من مناجم الماس و الذهب و ربما اليورانيوم , من مصلحته أن تظل هذه الثروات قابعة فى الأرض دون أن يستفيد منها الأهالى أو يستغلها غيرهم. و لماذا إنتشرت الجزيئات الفيروسية البروتينية – البريونات المسببة لجنون البقر ( الأنسان) فى بريطانيا تحديدا 1997 , من أتى بهذه البريونات من جزيرة غينيا بابوا حيث تنتشر بين أكلة لحوم البشر من القبائل البدائية.
الفيروسات هى عبارة عن حمض نووى يغلفه كبسولة من البروتين الواقى له. و هذا البروتين يحدد الخواص الإمراضية و كيفية إنتشاره و نوعية الخلايا التى يعديها و لها مستقبلات له و هو الجزء الذى تطلق ضده الأجسام المضادة لتدميره و هى التى تكسب الجسم المناعة ضده مستقبلا . سابقا كان يتم حقن الفيروسات فى الحصين و الأرانب و إستخلاص الأجسام المضادة للفيروس من دمها لإستعمالها فى علاج المرضى المصابين و توفير نوع من المناعة المؤقتة ضده أيام انتشار الوباء. الفيروسات صغيرة جدا و لا ترى إلا بإستخدام المجاهر الإلكترونية و هى أصغر كثيرا من البكتيريا لدرجة أن أنواع منها تتطفل على البكتيريا و تسمى ملتهمات البكتيريا – الفاجات و تخرج بالآلاف من البكتيريا الواحدة. إذا كانت البكتيريا بهذا الحجم موجودة و تنتشر فى الهواء و لا يصح أن يقال أن فيروس سارس الكرونا رقم 2 ثقيل و لا ينتشر بالهواء و ينزل إلى ألأرض و يستقر على أسطح المعادن و البلاستيك فقط. فيروس الرونا من فيروسات رنا التى لها جينوم كبير أو طويل يقل طوله عن ثلاثين الف زوج من القواعد النتروجينية, و هذا لا يعنى أنه ثقيل, اكبر أنواع الفيروسات – الفيروسات العملاقة مثل فيروسات ميمى و بنادورا و كافتيريا تتطفل بالآلاف داخل الأميبا التى لا ترى بالعين المجردة و تتغذى على البكتيريا. فيروس الكرونا معدى بكل إفرازات الجهاز التنفسي و الفم للمريض أو حامل المرض بدون ظهور أعراض عليه و يمكن إلتقاط العدوى بالأنف و الفم و الغدد اللعابية و العيون و من ألأيدى الملوثة بإفرازات المريض و حتى برازه وجد فيه الفيروس. يمكن إلتقاط العدوى أيضا بالتحدث مع المصابين و من خلال تنفسهم. لبس الكمامة على الوجه يمنع إنتشار و يمنع إلتقاط العدوى من الهواء الملوث بالفيروس و لكنها لا تمنع إلتقاط العدوى بالعيون. لذا يجب على الأطباء و الأطقم الصحية حماية أنفسهم بشكل كامل من اللباس الواقى الذى يجب التخلص منه بالحرق و تغطية الوجة بقناع كامل يحمى العيون و الأنف و الفم أثناء علاج المرضى.
أطباء الأسنان يحتاجون إلى إجراءات وقائية أكثر من هذه فهم الأكثر تعرضا للإصابة بالمرض بحكم التعامل اللصيق جدا بوجه المريض و الرزاز الذى تثيره الأجهزة التى يستعملونها , فهم أمام خيارين إما التوقف عن العمل أثناء الوباء أو تطبيق إجراءات وقائية أكثر صرامة و سؤال المريض إذا كان يشكو من حمى أو إلتهابات بالجهاز التنفسى و قياس درجة حرارته .
نقف إجلالا و إحتراما و تقديرا و نعجز عن الثناء بالشكر للجيش الأبيض من آلاف الأطباء والطبيبات و الأطقم الطبية و العلماء التى تقف فى الخندق الأول لمواجهة فيروس الكرونا و علاج ضحاياه. و هم يتحملون العدوى و يواجهون الكرونا بكل شجاعة و ثبات و تضحية و نكران ذات و السهر على رعاية المرضى و العناية بهم فى أحلك الظروف بعيدا عن أسرهم آناء الليل و النهار و يتحملون ما يصدر عن المرافقين من تفلتات. صدور قانون يحميهم لا يكفى , يجب أن يصدر قانون يعطيهم حقهم المادى و ليس المعنوى فهنالك من يتقاضى مرتبات عالية جدا إمتيازات لا حصر لها و لا يقدم شيئا يذكر. عندما تم تكريم العلامة السودانى فى ألأدب و تفسير القرآن و السيرة النبوية بروفسيور عبدالله الطيب و قدمت له الوشاحات و الشهادات التقديرية و الهدايا الرمزية , سأله صحفيا ثانى يوم عن التكريم فقال بالحرف الواحد و بطريقتة الساخرة المعهودة ( تحدثوا كثيرا , أعطونى خشبا) و أتمنى عند نهاية الوباء أن يتم تكريمهم بتقديم ظروف بها آلاف الجنيهات و بزيادة رواتبهم و أخيرا بالخشب و الورق و الوشاحات. و لسان حالنا فى الجامعات السودان يعترض جدا على مقولة ( ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان) .
تألمت كثيرا عندما إعترض أهل قرية ما أن تدفن طبيبة مصرية أصيبت بالكرونا أثناء علاجهم , فهذا يمثل قمة الجحود و النكران و ربما يعبر بصدق عن مدى تفهمهم و تقييمهم للدور العظيم الذى ضحت هذه الطبيبة بحياتها من أجلهم و هل كانوا أصلا يستحقون مثل هذه التضحية , و ماذا كانوا سيفعلون لو رفضت أن تعالجهم. آلاف من الأطقم الطبية حول العالم يقفون فى وجه فيروس الكرونا ويصاب الآلاف يموت المئات منهم و البعض يعمل بلا حماية لنقص الإمكانيات ببلده. .
من المفترض أن لا تغسل جثث موثى الكرونا فهم شهداء عند الله و يجب تغطية الجثث بأغطية بلاستيكية سوداء أو بيضاء محكمة الإغلاق لا تسمح بتسرب سوائل أو إفرازات منهم لأنها بكل تأكيد معدية. إذا كانت الأسطح المعدنية و البلاستيك معدية و بلا دليل علمى على ذلك فكيف لا تكون الجثث معدية. قديما عندما كان يحاصر جيشا ما قلعة محصنة فيقومون بوضع جثث المرضى المصابين بأمراض قاتلة حول القلعة لتنتقل العدوى لمن هم بداخل الحصن .
إنشاء الله وبإرادة الله سينحسر وباء الكرونا فى فصل الصيف مع نهاية شهر أبريل و بداية مايو 2020 .
ختاما إتقوا شر الكرونا , الزموا منازلكم و إتقوا شر العدوى من الأسواق و الزحام بالأقنعة الشفافة التى تحمى الوجه و الكمامات و القفازات الطبية , الكرونا يسير و فى ركابه الموت الزؤام فلا تفتحوا أبواب أجسامكم له , حماكم الله .
تحياتي
د.زاهر عباس حلمى
Visits: 152