تخطى إلى المحتوى

وجه مشرق – البروفيسور حسن مطر

من الناس من يعطئ عطاءه دون ان ينتظر مقابلا او ثناء من احد
يبذل من حر ماله ووقته وفكره للناس ‘ويتدثر بثياب التواضع . ويرهق نفسه ليسعد الاخرين ويستمد من ابتساماتهم ورضاهم طاقه تجدد له العطاء مرات ومرات
الا اننا سنترك هذا العطاء الثر الان…. ونرجع مع ضيفنا اكثر من ستين عاما للوراء….
لنراه طفلا يرنو ببصره من الديوم الشرقيه فيرى الجريف حيث لم تكن ما بين الديوم والجريف اي مباني…وهاهو يلعب مع اقرانه علي ضؤ القمر. ويسامر احد جنود الحرب العالميه الثانيه

وفي الليل ينسرب خلسة الي سينما كلزيوم ويعود ليتمتع بحضن عائله مترامية الاطراف الا انها متماسكه

ننتقل بكم الان الي لقاءنا الاول مع مدير قسم الترجمه بموقع كلية نبته الالكتروني
فالي سطور اللقاء
👇👇👇👇👇

السؤال الاول :-
الاسم والميلاد:
حسن مطر.
مواليد اوائل ١٩٤٦
➖➖➖➖➖➖➖➖
السؤال الثاني
حدثنا عن النشاة ومراتع الطفوله والصبا

⛔ ولدت في الخرطوم الديم الشرقية وكانت تقع حينها شمالى المخابرات (فاروق) ومنزل جدنا عوض مطر كان يقع تحديدا فى مكان جامع السنوسي الان بالخرطوم 2

وكانت له فيه خلوة حيث يدرس فيها أبناء الأسرة والأقارب والذين كان يأتى بعضهم من ودمدنى و حلفا القديمة. وكان الحد الشرقى لحينا الخور الصغير الذى يمر الان أمام الكنيسة الانجلكانية
– اتحاد البيطريين – وغربا منطقة حديقة القرشى الان وتوجد شجيرات دوم كانت موجودة داخل الحديقة لوقت غير بعيد..
وكانت هناك بالقرب منها بئر يستقى منها
و كان من الشمال منطقة جامع شرونى (الان) ولكنها فى السابق كانت مع المطافئ والغابات كانت بها (اورطة) الجيش المصرى حيث يسمع من الصباح البوق (البروجى) مع صافرات القاطرات فى السكة حديد..
➖➖➖➖➖➖➖
السؤال الثالث:–
ما دام انك خرطومي المولد فهذه فرصه طيبه للشباب ان ترسم لهم لوحه اجتماعيه عن شكل المناسبات الاجتماعيه ايام طفولتكم

كان للناس فى طفولتنا الباكرة تلك احتفاء كبير بالمناسبات ؛ الزواج، الختان، المولد والحوليات – ليالى الذكر حيث تطرق النوبة وياتى الدراويش و المجاذيب فمنهم من يضع الجمر فى فمه وينفخ فيه ولايؤذيه و منهم من يجلس على الحربة ويدور بها . ومنهم من ينجذب فلا يحرك ساكنا كالميت.
و كان الختان مناسبة لاهداء المختونين مالذ وطاب من الطعام والنقد و العين اذا تعذر – وفى الكثير من الاحيان يكون ذلك غصبا – حتى يأتى صاحب العين ويفتدى حاجته بما يناسب من مال وقد اوتينا مرة عربة (كارو) وما فكت لصاحبها الا بعد أن دفع المال.
وقد كانت هناك السينما – كلوزيوم- الموجودة “اطلالها” ليومنا هذا وكان لايمكن الوصول إليها – خوف العقاب الابوى – الا بعد حيل ولا فى خيال ستيفن سبيلبيرج نفسه وان اتى بعد ذلك الزمان!!
وفى أواخر الأربعينيات نقل الناس – خطة اسكانية لموقع آلديوم الحالى و كان حدها الشرقى بمحازاة المقابر وجنوبا شارع ٦١ (الان) و كانت من الناحية الشرقية مسورة لارتفاع متر بخشب القنا – من هنا أتى اسم ديم القنا – وان وقفت عنده ونظرت شرقا فيمكن ان ترى بعيدا الجريف غرب والى الشمال قليلا مدرج مطار الخرطوم وقطار الصعيد – المحلى – قادما فى الصباح الباكر ينفث الدخان الداكن والى الجنوب قليلا فمخازن كيلو خمسة فى موقع منشأة المجارى – قرب طلمبة النحلة الان .
وكنا – المرحوم عبدالله ابراهيم وشخصى – ندلف إلى ذلك المخزن الضخم – البعيد من ديارنا لمن هم فى سننا انذاك – ايام اجازة المدرسة الأولية و نجلس لنؤنس وحدة احد جنود الحرب العالمية الثانية وهو فى الغالب وفى غرفته يكون بالز ى العسكرى وبنياشينه وصولجانه و يحكى لنا ما كان فيها من بطولات و ربما أصابه فيها رائش اذ كان يطلب منا ان نكتب له خطابات للملكة اليزابث يعرض فيها الزواج وغير ذلك و مازلت أعجب من انفسنا ونحن فى تلك السن الباكرة ان لم نجعله يرتاب ولو لحظة بما يخالجنا من مشاعر تجاه ما يقول بل نحتفظ بذلك كله حين نعود مسرعين إلى بيوتنا قبل يأتى موعد الغداء لخدمة الوالدين وضيوفهم..
وربما ادعينا انا كنا نرعى الغنم
فى تلك المنطقة – العمارات الان – إذ كانت الحشائش و (القش) تنمو فى الخريف حتى تتجاوز قاماتنا.

واتساءل ان كان قد بقى لنا شىء من هذا ال self control ؟؟
➖➖➖➖➖➖➖
السؤال الرابع
وكيف كانت خدمات الكهرباء والنظافه؟؟؟

لاول العهد لم تكن هناك كهرباء فكانت فوانيس الجاز فى البيوت والرتاين فى الدكاكين والمناسبات ..
وكانت الليالى تقضى فى الألعاب “شليل وينو” و “شدت” خاصة ايام اكتمال القمر..
الا ان النظافة العامة والخاصة كانت مكتملة.
➖➖➖➖➖➖➖➖
ابسؤال الخامس :–

في ذلك الزمان كانت الاسرة الصغيرة والممتده تمثل سياج اجتماعي واخلاقي ومدرسه للتربيه .يا حبذا لو سقيت شباب اليوم رشقات من ذلك الزمن ؟؟

التراتيبية الأسرية كانت متسقة لحد الادهاش ففى معظم البيوت جد و حبوبة وأب وأم وأبناء وضيوف ساكنين اوعابرين من الأقرباء أو غيرهم و قلما تخرق الاوضاع الإدارية القاضية باحترام الأكبر فالاكبر فى الرأى و الاجلاس و المائدة!
لذا كان الاستقرار والمودة فى الأسرة ومع الجوار الذى كان يتصرف تلقائيا كجزء منها.
وقد كنت استفيد من هذه التراتيب الإدارية الأسرية ايما استفادة حين يغضب الوالد ، عليه من الله الرحمة، ولم يكن يفعل ذلك كثيرا ، فقد كان رغم قوته البدنية وجسمه الضخم الا انه كان حليما رؤوفا لكن ان غضب فليس هناك من مهرب الا اللجوء الا صدر آلجدة الحنون، وكنت عندها كاصغر احفادها اثيرا لحد الافراط، و كانت على النقيض من ابى صغيرة البنية دقيقة التقاطيع لكن يكفي ان تنظر اليه بحزم منها موروث من اهل جبال الشرق فيعود ، و لا كلمة ، فاعرف انى قد نجوت.
➖➖➖➖➖➖➖
السؤال السادس:–
قبل ان ننتقل الي صفحه اخرى من صفحات كتابك الناصعة البياض
يتداول الناس في الوسائط قصة خواجه ايام الاستعمار طلب من احد مواطني الديوم الشرقيه ان ينحني له حتي يركب علي ظهره لانه يريد ان يمشى في جوله تفقديه هل هذه القصه حقيقيه؟؟؟


نعم واذكر انه فى ذلك الزمان انه شاعت قصة ذلك الإدارى البريطانى القادم من مستعمرة الهند الذى ارتكب حماقة وطلب ركوب ظهر احد مواطنى المنطقة ليوصله لسراى الحاكم العام – القصر الجمهورى الان – فرفعه وحمله لا إلى السراى… لكن لاقرب مجرى مياه، خور، فرماه في الخور بصوره عنيفه وحين اشتكى ذلك الموظف إلى الحاكم العام أبلغه الحاكم أن السودان ليس الهند – حيث عمل ذلك الإدارى سابقا واعتاد الناس على ذلك . وقد كنا نسمع العامة بانجليزيتهم المدجنة
Donkey me, ride you, Khartoum palace piaster two!
و تعنى “حمارى انت، احملني إلى السراى بقرشين”
و ذكر انه حين عاد لبريطانيا حاول لاحقا مقاضاة السودانى ولكن الاستقلال عاجله ولم يعد ذلك ممكنا الا انه عاد وهو فى المعاش درس وتامل عادات السودانيين فعلم ان ذلك طبعهم فاجتهد فى التقصى ووجد الرجل السودانى وكتب له من ارثه شيئا مقدرا عوضا عن اساءته فيما سلف، والله اعلم.
➖➖➖➖➖➖➖➖
السؤال السابع:–
ما دام انك من مواطني الخرطوم الاصليين
ياريت تسمي لنا احياء الخرطوم في الخمسينات ؟؟

كان السكان في اواخر الستينات فى حدود النصف مليون نسمة يتعارفون بينهم من الزعيم الازهرى إلى عامل النظافة فى شارع المستشفى الكبير عندما كنا نمر عابرين بحافلتنا ونحن متجهون إلى مدرسة الاميرية الوسطى فنجده كانه فى مكانه الذى كان عليه بالأمس.
و كانت احياؤها الكبيرة الديوم الشرقية والغربية وتقع بينهما المايقوما والسجانة ويفصل بينهما شارع الحرية (السيد على)، الرميلة واللاماب والعشرة والمقرن و الخرطوم ثلاثة والخرطوم وسط وحى المطار وبرى والجريف غرب
والاحياء الكبرى تضم فى احشائها “فرقان” فالديوم الشرقية تضم فى احشائها: ديم تقلى ، التعايشة، الزبيرية، كوريا.. وضمت إليها المساكن الشعبية والزهور بعد إزالة العشش..
و برى تضم المحس، الدرايسة، ابوحشيش، اللاماب، الشريف.
الخرطوم الوسطى من السكة حديد حتى شاطىء نهر النيل فكان بها السوق العربى شمال السكة حديد حتى الجامع الكبير وغرب الجامع الكبير كان هناك سوق الخضار مكان “الواحة” وشمال وشرق الجامع الكبير كان هناك السوق الافرنجي..
شرق المسجد الكبير بعد مقار الشركات والمكاتب ..سكن “الخواجات” من اغاريق وارمن وشوام وفى الغرب منه سكن الاقباط و موظفون من الوطنيين