خواطر حول وباء فيروس الكرونا المستجد- الفيروس التاجى المستجد
فيروس سارس كرونا2 SARS-CoV-2
د. زاهر عباس حلمى
أستاذ مساعد : الأحياء الجزيئية فى الفيروسات السرطانية
جامعة الجزيرة و كلية نبتة الطبية
فى زمن الكرونا ( 1 )
تعرف العلماء على الفيروس المسبب للوباء بأنه من أنواع فيروسات الكرونا أو الفيروسات التاجية. تمتلك فيروسات الكرونا التى تصيب الجهاز التنفسى بالإنسان و الفقاريات , جينوم رنا وحيد السلسلة الذى يسمى الحمض النووى الرايبوزى الرسالى الذى لا يحتاج الى نسخ بل تتم ترجمته مباشرة الى بروتيناته و يقوم بتصنيع جينومه و بروتيناته داخل سيتوبلازم الخلايا.
أثبت العلماء الصينيين من خلال فحص تتابعات جينوم الحمض النووى رنا لعينات من مرضى بمدينة يوهان , بأن هذا الفيروس يشابه بنسبة عالية جدا فيروسات كرونا خاصة بوطواط حدوة الحصان الموجود بكهوف يوهان. و وجدوا ا ايضا ان فيروس كرونا بآكل النمل – بانقولين – مطابق تماما لفيروس هذا الوباء. و وجدوا ايضا فيروسات كرونا مشابهة بقطط الزباد –سيفت. الشىء الذى يرجح ان فيروس سارس كرونا 2 المسبب ل مرض كرونا كوفيد 19 قد إنطلق من كهوف يوهان بعد ان أكمل دورة حياة و تطور بين هذه الحيوانات الثلاثة الخازنة للفيروس و تمكن من كسر الحواجز بين الأنواع اتى تصيب الحيوانات و التى تصيب الإنسان و قام بتعديل جيناته فإذدادت قدراته الإمراضية و و سرعة إنتشاره و عدل البروتينات السكرية التى تكون شكل التاج التى ترتبط بالمستقبلات بسطح خلايا الجهاز التنفسى و الغدد اللعابية للإنسان ثم تدخل الخلايا لتبدأ دورة حياتها.
أما السؤال كيف وصل الفيروس للإنسان؟ فالمعلومات الأولية المستمدة من المرضى أنهم إما يعملون فى سوق بيع المأكولات البحرية و الحيوانات بيوهان أو إشتروا منه . إنتقل الفيروس من هذه الحيوانات للعاملين الذين يذبحون و يقطعون أحشاء هذه الحيوانات و منها الرئة . و لأنهم يتعاملون معها بكثرة ربما تحولوا لخازن له أو إكتسبوا مناعة ضده و لم تظهر عليهم الأعراض و لكنهم صاروا مصدرا للعدوى للزبائن دون أن يدروا. إنتشر المرض بيوهان و منها لكل أرجاء الصين و عندما أعلن الوباء بالصين فر الآلاف و هم يحملون العدوى عائدين إلى كل أرجاء العالم. إستفاق العالم على كابوس مرعب , أن الفيروس الذى كان بعيدا فى الصين قد وصل اليهم . و بدأت الإصابات قليلة لم تكن الأعداد الأولية للمصابين و الوفيات مزعجة ثم توالت ثم تزايدت بشكل مريع ,وإنتشر الفيروس كالنار فى الهشيم . عندما بدأ الفيروس فى الإنتشار فى اوروبا و أمريكا و لم يؤخذ خطره على محمل الجد, إستنادا على الثقة بالتطور الهائل و مستوى الخدمات الصحية و توفر مستشفيات على أحدث طراز و مزودة بكل الأجهزة المتطورة. لم يدر بخلد أكثر المتشائمين أن ألأمور ستسير بهذا الشكل المأساوى , إستنادا على وبائين سابقين سارس كورونا 2002- 2003 و ميرس كورونا أو كرونا الشرق الأوسط فى 2012 , حيث لم تتخطى الحالات المصابة ثمانية ألف و ثلاثة ألف و نسبة الوفيات كانت 10% و 35%.
و كانت الحقيقة المرعبة انهم لا يملكون تشخيصا دقيقا للمرض و غلبت النتائج السلبية 90% لمرضى ظهرت عليهم كل أعراض المرض , و أنه لا يوجد علاج محدد للقضاء على هذا الفيروس و الأدهى و الأمر أنه لا يوجد لقاح ضده ليقى العالم من شره . فتمددت رقعة الوباء و أسمته منظمة الصحة العالمية ب جائحة كرونا أو كوفيد 2019.
تتمثل خطورة هذا الفيروس التاجى المستجد أنه من الفيروسات التى تنتقل بالهوا ء الملوث بالإفرازات التى تخرج من الجهاز التنفسى و فم المصاب بالعطس و الكحة و اللعاب و المخاط و التحدث و التنفس.
و كان الطاقم الطبى بالمستشفيات اولى ضحايا الفيروس حيث لم تكون إجراءات الوقاية و الحماية لهم كافية و لم تقدر مدى خطورة عدوى الفيروس فاصيب منهم الآلاف و مات المئات.
اليوم 8.4.2020 وصلت أعداد المصابين فى العالم 1,480,932 و عدد الوفيات 86,893 . و كان العدد الأعلى للمصابين فى أمريكا 417,206 و الوفيات 14,183 و تليها أسبانيا 146,690 و إيطاليا 139,422 و ألمانيا 110و483 و فرنسا 82,802 . و رغم كل الإجراءات تتزايد الأعداد كمتوالية حسابية.